وكان أصحاب هذه الفرق الموسيقية فى شارع محمد على يدربون من هؤلاء الأشخاص من يصلح لهذه الموسيقى الناقصة في دق الطبول والنفخ في الأبواق وما يشبه ذلك، ويعرفون أماكنهم فيبعثون لاستدعائهم في المناسبات.
ومن أغرب المشاهدات التي رأيتها أن بعض أصحاب هذه الفرق كانوا يملكون الملابس الرئة أو غير الرئة وهى ملابس مقصبة تصلح للموسيقيين في هذه الفرق، ويملكون الطرابيش ولكنهم لا يملكون الأحذية، فكانوا يلبسون أفراد الفرقة الملابس وهي البنطلون والجاكتة المزركشة ويتحايلون على مقاساتها حسب أجسام أفراد الفرقة في كل مناسبة، ثم يضعون على رءوسهم الطرابيش، ولكنهم لا يضعون في أقدامهم أحذية، وكان معظمهم يرتدون الجلاليب ويمشون حفاة ومنهم من يضع في قدميه بلغة أو شبشباً وكان الحل في هذه المشكلة أنهم كانوا يطلون أقدامهم الجافية بالورنيش الأسود حتى تبدو وكأنها في حذاء. وقد كان الحفاء من الظواهر المخجلة في القاهرة وغيرها من المدن حتى أن الحكومة في الأربعينات أعدت مشروعًا كان اسمه (مشروع مقاومة الحفاء).
- حرافيش القاهرة - عبد المنعم شميس
No comments:
Post a Comment