كيف ظهرت الكتب للعالم

 



يوهان غوتنبرغ مخترع ألماني ولد في 1398م وتوفى في 3 فبراير 1468 م. قام في سنة 1447 بتطوير قوالب الحروف التي توضع بجوار بعضها البعض ثم يوضع فوقها الورق ثم يضغط عليه فتكون المطبوعة. مطوراً بذلك علم الطباعة الذي اخترع قبل ذلك في كوريا والصين في سنة 1234 م، ويعتبر مخترع الطباعة الحديثة.  لم يكن غوتنبرغ عالماً، ولم يهتم بالتقدّم العلمي، ولا بالتدريس. اهتم بالاستثمار، ولاحت له فرصة فانتهزها.

ففي أوروبا القرن الخامس عشر، بدت الحاجة الملحة إلى الكلمات المكتوبة؛ إذ ولد الثراء المتزايد طبقة تملك من المال ما يكفي لتصرف جزءاً منه على الترفيه. وصار في وسع من يعطيهم قصصاً للقراءة، الحصول على مكاسب طائلة. وأدت الرفاهية أيضاً إلى تكوين نخبة من الأكاديميين الذين يرفلون بأثواب العيش الهانئ. فبين القرنين الخامس عشر والسادس عشر، قفز عدد الجامعات في أوروبا من عشرين إلى سبعين جامعة. وقدمت الكنائس هبات لطابعي الكتب المقدسة وأدلة الصلوات. لقد تفتحت سوق ذات إمكانات هائلة. وخاض غوتنبرغ سباقاً ضارياً مع عدد ممن سعوا للتوصل إلى اكتشاف أساليب تيسر الطباعة، وسبقهم. وبحلول العام ١٤٣٩ أنتج مجموعة من الكتب المطبوعة على طابعة تستعمل الألواح المتحركة.

ولم تصلنا أي من تلك الأعمال المبكرة. ويقترن اسم غوتنبرغ راهناً بالتوراة، التي طبع منها ٦ نسخ في وقت واحد، ونشرها في العام ١٤٥٦ . لم تجعل الطابعة غوتنبرغ ثريّاً. ولو أن قوانين براءات الاختراع درجت في القرن الخامس عشر، لكان غوتنبرغ هو بيل غيتس ذلك الزمان. لم يتلق أتعاباً مناسبة من مئات ممن استعملوا ابتكاره. وسرعان ما انهارت أعماله، بعد انفصاله عن شريكه في المطبعة. لكنه حافظ على علاقته مع الكنيسة التي تبنته وأمنت له عيشاً لائقاً حتى اللحظة الأخيرة من عمره .

لقد أشار غوتنبرغ إلى الطريق، فاندفعت الكتب سيولاً . ونقل الطباعون مهاراتهم إلى بلدان مختلفة. وتأسست المطبعة الأولى في إيطاليا سنة ١٤٦٤ . وظهرت المطبعة في باريس عام ١٤٧٠ ، وفي لندن سنة ١٤٧٦. 

ومع بداية القرن السادس عشر، راجت الطباعة المتحركة في أوروبا كلها، ما عدا روسيا، وطبع ٨ ملايين كتاب لنحو ٤٠ ألف وأدى النمو الانفجاري في العرض إلى توسع انفجاري في الطلب. وتطور نظام التعليم، بحيث شمل ملايين من البشر. وباتت القراءة ضرورية للجميع .


- سيرل أيدون

No comments: