في فراق الكتب ومؤخرات الفاتنات

لم تُبهره أضواء ميدان التايمز الخلابه ذات الألوان البرّاقه، لم يهتم بأبواب أتوبيسات النقل العام التى تميل جانباً حتى يستطيع الركاب من ذوى الإحتياجات الخاصه الصعود بالكراسى المتحركه. لم يفتح فمه من الإستغراب عندما رأى أصناف أكل الكلاب والقطط المتنوعه التى تملأ السوبر ماركت، لم يبلع ريقه ويستغفر ربه عندما رأى الفاتنات من كل صنف ولون. كل مساء يعود من جولاته السياحيه الصباحيه غير مهتم بما رأى . حتى جاءت هذه الليله، حضر وعلى وجهه إبتسامة عريضه كمراهق عائد لتوّه من أول ميعاد غرامى.
قال بكل حماس: لن تصدق ما قد رأيته اليوم
قلت: أخيراً، شيئاً ما قد أصابك بالإنبهار فى هذه المدينه
قال: شيئ وأى شيئ .. لقد ذهبت إلى المكتبه العامه الكبيره. الفرع الرئيسى بالتحديد وظللت أجوب فى رحابها حتى سرقنى الوقت. جاء موظف من موظفى المكتبه وطلب من جميع الحضور المغادره لأن ميعاد إغلاق المكتبه قد وليّ منذ فترة؟ كرر الرجل طلبه مرات ومرات وسط تباطئ القرّاء وكأن الكُتب قد لُصقت بأيدهم. كنت دائما تسألنى عن الإبهار الحقيقى؟ نعم قد رأيته فى نظرات الحزن التى ملأت عيون القرّاء على فراق الكُتب وليس الأنوار الملّونه ومؤخرات الفاتنات.

الحَبّة الّبَيَضاءْ

لابد أن أقول له ما قصدته بالتحديد. كيف لى ان أكون بهذه القسوه. كل ما طلبه الرجل هو نقل ملكية التليفون من والده الذى مات منذ بضعة أيام .حتى السنترال اليوم لم يكن زحمه. كان هو الوحيد الواقف بالصف وعلى وجهه إبتسامة ترجى وفى يده ورقه بيضاء.  اللعنه على الحبوب المهدأه. قال لها الطبيب بأن الوخزة التى تعاني منها فى صدرها سببها القلق الزائد . لم يقل لها الطبيب ان هذه الحبوب البيضاء ستجعل بينها وبين الناس حجاب وعازل سميك. كيف لهذا الطبيب  ان لا ينصحها بالاعراض الجانبيه لتلك الحبة البيضاء. اللعنه على جميع الأدويه. واللعنه على مدام احلام زميتلها فى السنترال. هى من نصحتها بزيارة هذا الطبيب الفاشل. سوف اشتيكه فى نقابة الاطباء وارفع عليه دعوه قضائيه. ماذنب هذا الرجل المسكين الذى عاملته بجفاء ولا شعور. ماذا كان لو قلت له بأن قسم  الخطوط الأرضيه فى الدور الثانى من المبنى. لماذا اتهجم عليه واسخر من عدم قرائته للافته النحاسيه الموضوعه امامى تشرح ما أقوم به من لا شيئ. البرقيات ! لا أتذكر آخر مره قمت بها بتلقى برقيه أو إرسال برقيه. ولكنى عنّفت الرجل الذى جاء طالباً شيئ بسيط. كل ما وجب قوله هو : إذهب لمدام أحلام فى الدور الثانى. قطيعه تقطع مدام أحلام وطبيبها والحبة البيضاء. لابد أن أبحث عن هذا الرجل كى أعتذر له. لابد أن اشرح له ان الجفاء كان من أعراض الحبة البيضاء. ولكنى كيف أصل إليه؟ ذهبت إلى صندوق القمامه وبحثت فيه عن الورقة البيضاء التى كانت فى يده ورماها بغضب عندما سخرت منه وإتهمته بالجهل والغباء والأُميّه. وجدت الورقه وبها رقم التليفون.
فكرّت ملياً ماذا تفعل برقم التليفون الآن. الأسهل أن تتصل بالرقم وتعتذر للرجل عن ما بدر منها. وتشرح له بأن الأعراض الجانبيه للحبة البيضاء هى السبب فى جمود المشاعر . هى فى الواقع سيدة طيبه تحب خدمة الناس جميعاً لا تُفرّق بين عربى ولا أعجمى غير أن وخزة صدرها كانت سبباً فى الذهاب الى ذلك الطبيب الفاشل الذى كتب لها الحبة البيضاء. وعندما بدأت تأخذ هذه الحبه، بدأت عليها أعراض الغلظه واللاإنسانيه . لكن الرجل لا يهتم بكل هذه التفاصيل. كل ما يهتم به هو نقل ملكيّة التليفون. إذن سوف أعتذر له وأطلب منه العوده وسوف أقوم أنا شخصياً بمساعدته فى تخليص الإجراءات فى الدور الثانى. كل شيئ سيعود إلى سيرته الأولى. مجرد مكالمة تليفون هى ما يفصل بينى وبين الإنسانيه والتحضُر. وضعت يدها على قرص التليفون وتنحنحت كقارئ فى الإذاعه أو مطرب فى بداية وصلة غنائيه. بدأت فى ضرب ارقام التليفون وهى تنظر الى علبة الحبوب البيضاء الكائنة علي مكتبها و تعلنها فى سرها. إنتهت من ضرب آخر الأرقام عندما سمعت رساله صوتيه : الرقم المطلوب مرفوع مؤقتاً من الخدمه! عاودت الإتصال مرّات ولكن النتيجه هى النتيجه الرقم مرفوع مؤقتاً. لم تجد بُد غير الذهاب إلى الدور الثانى وتطلب مساعدة مدام أحلام التى قاطعتها بعد حادثة الحبة البيضاء والطبيب الفاشل. نعم سوف ارفع عليه قضية تعويض بتهمة الإهمال الجسيم. قابلتها أحلام بفتور، فبينهن قطيعة وإختلاف فى الرأى. ولكن العشرة القديمة جعلت أحلام تقوم بمساعدتها بعد أن وضعت أمامها الرقم. بعد محاولات قليله فى جهاز الكمبيوتر: قالت لها أحلام نعم لقد قطعنا الخدمه عن هذا الخط لانهم لم يدفعو الفاتوره. ودت أن تشرح لأحلام تفاصيل موت الرجل وربما كان هذا هو السبب فى عدم الدفع فى الميعاد، ولكنها أبت أن تشرح لمدام أحلام أى من هذا. كيف لسيدة تتعامل مع هذا الطبيب الفاشل ان تفهم معنى الإنسانيه؟ سألتها عن قيمة الفاتوره فردت أحلام: 146 جنيه. فقامت بدفعها لأحلام وطلبت منها إرجاع الخط.
إتصلت بالرقم أكثر من مرة بعد أن دفعت الفاتوره وعادت الحراره للخط مره أخرى ومع عودة حرارة الخط عاد الأمل من جديد بأن تستعيد إنسانيتها الضائعه.ولكن لم يجيب أحد على هذا الأمل المحشور فى الأسلاك. إزادد قلقها درجات  وتكومت الهموم جبالاً على صدرها وصارت الوخزة وخزات متتاليه كإبرة ماكينة الخياطه عندما تنخر بلا رحمة قطعة من القماش. صعدت للدور الثانى مره أخرى تطلب من مدام أحلام العنوان الذى يوجد به هذا الرقم. لم تتعجب أحلام من طلبها، كتبت لها العنوان على ورقه دون أن تنظر إليها فرآية القطيعه لازلت ترفرف بين السيدتين . ركبت تاكسى قاصدة العنوان التى أخذته من مدام أحلام. وصلت إلى المبنى فى حيّ راق هادئ. صعدت إلى الدور الثالث وهى تنظر الى الورقة فى يديها،حتى رأت الشقه وبابها مفتوح وجدت جمع غفير من الناس التى يبدوا على وجهوهم الحزن. أحاديث جانبيه بين نساء يقطع حديثهن بين الحين والآخر مصمصمة للشفاة ، وحولنه من الرجال ودموع لا تعرف مصدرها. إشتقت طريقها بين الزحام بصعوبه لترى الرجل التى جائت تعتذر له معلق من رقبته فى حبل مدلى من مروحة السقف! بحثت على كرسى قريب وسط الجمع الذى يبدوا عليهم الغربه وعدم الأُلفه، وجلست تفتح حقيبتها - وتلعن الطبيب ومدام أحلام وخط التليفون و ديمقراطية الموت التي كانت سبباً فى أن يأتى هذا الرجل إلى السنترال من البداية -حتى وجدت الحبة البيضاء ، بلعتها وماتت.

رصيد أمريكا من الأغانى الوطنية والتطور الطبيعى لوصولنا لمرحلة تسلم الأيادى‎

مصطفي-كامل-وعدد-من-المغنيين-ممن-شاركو-في-اوبريت-تسلم-الايادي1

الاغانى  الوطنيه فى امريكا هى 3  أغانى منذ 300 سنه. النشيد الوطنى، وامريكا الجميله، والله يبارك امريكا. جائت حروب وذهبت حروب، وجاء 11 سبتمبر ومات من مات، ونظمو الاولمبياد وكأس العالم ، تنحى نيكسون وقُتل كنيدى ولازل رصيد الأغانى الوطنيه فى امريكا ثابت لا يتغير. فى الأوقات التى كان يقوم فيها الأمريكان ببناء وكالة ناسا، كان عبد الحليم حافظ يحارب فى الإستوديو ويسجل أغانيه لبث الحماس فى النفوس؟ نفوس من بالتحديد ؟ لا أحد يدرى. يقول المؤرخون أن حليم  كان مريض بالبلهاريسيا وكان ينام فى الإستوديو ليل نهار مسجلاً من الأغانى أسخنها حراره. كان يطالب العامل والمهندس العرقان بالإبتسام حتى يظهرا فى الصوره تحت الرايه المنصوره. كان يوصل رسالة الإبن الذى طالب من أبوه البطل أن يأتى له بإنتصار . لم يطلب الإبن بقالب عجوه أونبوت الغفير. لكنه طالب بأن يأتى له الأب البطل بالنهار
مارتن لوثر كينج يلقى  خطابه الشهير فى واشنطن مطالباً بأحلام العداله الإجتماعيه. وكان بليغ حمدى يسحب الفنانه ورده من يديها فى منتصف الليل طارقاً باب ماسبيروا مطالباً الحارس الليلى فى فتح الأبواب ليسجل رائعته وانا على الربابه بأغنى.  بعد أربعين عام من خطاب مارتن لوثر كينج، تنتخب أمريكا رئيس أسود، تهتف الجماهير الغفيره : إرقص يا حضرى على نغمات نانسى عجرم لو سألتك انت مصرى، تغضب شرين من سؤأل نانسى وتستنكر قائله ماشربتش من نيلها؟ عندها فقط، يصرخ حماده هلال من صُرمه الصغير والله وعملوها الرجاله. أمريكا تعترف من شهرين بوجود جهاز حكومى فعلاً لمراقبة الحياة الفضائيه فى الكواكب الأخرى، يرد مصطفى كامل فى حوار على قناة التحرير: لو أوبريت تسلم الأيادى شجره، فأنا مجرد غصن صغير فيها.

غُلافْ كِتَابْ

على غلاف الكتاب وتحت  العنوان الجميل المكتوب بخط الثُلث وجدت صورة للبحر وهو أزرق مستسلم لا حياة على سطحه. إنها تحب البحر ولكنها تكرة قدرته على كتمان إسرار البشر. صوت قطرات المطر وهى تضرب سطحه فى عنفوان، ضجيج الموجات الغاضبه  وهى تعافر وتأبى أن تموت على جدران الصخور الساكنه، رمادية السماء وقت الخريف، كلها أشياء تبعث فى نفسها الخوف. كانت لا تخاف الزمان بأضلاعة الثلاثه: ماضى اللحظات وحاضرها ومستقبلها المجهول. إنها لا تخاف أى شيئ. ربما تخشى التغير وعدم الآمان فى الخطوات المهزوزه القادمه، كلا .إنها تحب التغير وتعدو إليه. قلبت الكتاب ورأت فى خلفيته تحت إسم الكاتب المكتوب بخط الرقعه، صورة جميله لمزرعة خضراء وفى وسطها حصان أبيض يجرى. كانت تعشق الخضره وتكره الحيوانات. ولكن الحصان جميل لا ذنب له. ليس بالضرورى أن نكره شيئ أو شخص لذنب مباشر منه. الحب والكُره كلها مشاعر قابله للتغير بالتعوّد والتفاوض. نظرت إلى غلاف الكتاب وصورة البحر، وخلفية الكتاب وصورة المزرعة الخضراء والحصان الأبيض وتسائلت عن العلاقة بين الصورتين. ترى ما هو الرابط المكتوب داخل تلك الصفحات ليربط الصورتين معاً. لابد أن تقرأ الكتاب حتى تعرف خبايا السطور والرابط المسحور بين الخضره والبحر والحصان الأبيض. وضعت الكتاب على المنضده جانب السرير وأخذت كتاب آخر لا صور على غلافه وبدأت تقرأ.

نحن ندفع ملاليم لرجل مدعو لتربية الشعب !

لو كان لدى نقود كثيره لأقمت هنا مصحة للمدرسين الريفيين. آه لو تعلم مدى حاجة الريف الروسى إلى المدرس الجيد الذكى المثقف. ينبغى علينا فى روسيا ان نحيطه بظروف خاصة، ويجب أن نفعل ذلك بأسرع ما يكمن إذا كنا ندرك أنه بدون شعب مثقف ثقافه واسعه ستنهار الدوله كالبيت المشيد من طوب لم يحرق جيداً. فالمدرس ينبغى ان يكون فناناً، ومصوراً، متيماً بعمله. أما عندنا فهو عامل يدوى، شخص قليل الثقافه، يمضى الى تعليم الأولاد فى الريف بنفس الرغبه التى يمضى قد يمضى بها الى المنفى. انه جائع ، مقهور، خائف من أن يفقد كسرة الخبز. بينما ينبغى ان يكون فى وسعه الاجابه على كل اسئله الفلاح، يبنغى ان يرى فيه الفلاح قوة جديره بالإهتمام والإحترام، وحتى لا يجرؤ احد على الصياح فيه وعلى إذلال كرامته.
من الحماقة أن تدفع ملاليم لرجل مدعو لتربية الشعب.. أتفهم؟ تربية الشعب ! لا يجوز ان نسمح بأن يسير هذا الشخص فى الإسمال ويرتعش من البرد فى المدارس الرطبه المتهدمه. عار علينا هذا. "
أنطون تشيخوف فى حوار مع مكسيم جوركى.

كُن بقرة بنفسجيه !

كتب سيث جودوين أستاذ التسويق العظيم كتاب إسمه البقره البنفسجيه. فكرة الكتاب بإختصار هى أن جميع البقر سواسيه هناك الأسود والأحمر أو الأصفر كبقرة موسى الشهيره. وأنت عندما تمر بجوار أى هذه الأبقار لا يلفت نظرك لها شيئ. جودوين قال تخيل لو أنك كنت تقود سيارتك، وعلى أحد جانبى الطريق رأيت بقرة بنفسجيه؟ ماذا سيكون رد الفعل؟ بالتأكيد سوف تتوقف وتنظر إلى تلك البقره التى لم ترى لها شبيه من قبل. جودوين يطلب من قرّاءه وتلاميذه أن يكونو هذه البقره البنفسجيه. يطلب الرجل الإختلاف والتخلص من فكرة لو نزلت فى بلد ولقيتهم بيعبدوا جحش، حش وإديله. كُن بقرة بنفسجيه فى كتاباتك وآرائك وأفكارك وإختلافاتك وعشقك وكراهيتك
كُن مختلف ولا تتبع خطي القطيع


وفيْ الأَحلاّمْ، أكرهُكِ كثِيرَاً ...

كل الأحلام  الجميله أستيقظ منها وتصبح نسياً منسياً،  لا أتذكر منها شيئ سوي إبتسامه أو علامه من علامات بيت مسحور كنا نلهو في جنباته. أستيقظ مفزوع للورقه والقلم آملاً أن أكتب أي من تفاصيله ولكنها تتبخر عندما تطرف الشمس عيون الدنيا بأشعتها الصفراء. وضعت ورقه وقلم علي منضدة قريبة من فراشي حتي ألوذ اليهما وأفوز بسطر من أحلامي السعيده. كلما قربت الورقه والقلم من مرقدي، كلما زادت السرعة التي تضيع بها التفاصيل وتصبح طلاسم وألغاز من ماضي سحيق. لم أقرأ عن الأحلام وأسبابها وتفاسير ما بها. ولكني قرأت في كتاب لا علاقة له بالأحلام ما قاله فرويد عن إرتباط الحلم بالحالة المزاجية أو الإحساس بالجوع أو العطش. حاولت أن أؤمن بالطالع والنجوم والحظ ولكني فشلت.
 أما هذا الحلم الأخير فكان حقيقه كنبوؤة إبراهيم وحُلم ويوسف وصاحبيه فى السجن .فكانت تفاصيله صادقه أمامي كفيلم سينمائي علي شاشة ضخمة ثلاثية الأبعاد . أتذكر بوضوح الزمان وصمت الجدران البارده. رأيتك وسمعت نبرات صوتك الضعيف تلسع أذني كالسياط وأنت تتحدثين إليهم في خبرة وشبق. حاولت أن أغسل تفاصيلك الكريهه بحمام ساخن ضاعت فيه ملامح وجهي وأنا انظر قي المرآة، ولكن صورتك كانت محفوره بأزميل نحات بارع في ثنايا عقلي.  شربت القهوه والعديد من السجائر الصباحيه فتكومت سُحب الدخان في فضاء الحمّام وجسّدت المشهد أمامي من جديد .ذهبت مهرولاً الي فرويد قارئاً كتبه عن الاحلام، وطرقت أبواب طالما سخرت منها و لعنت طارقيها. غيرت طقوس نومي وجوعي وعطشي. صليت قبل النوم وتضرعت كاراهب متصوف فى محراب الصفح والغفران.ولكن تفاصيل القميص الأبيض الذي كنتي ترتديه بدت واضحه أمامي تتحدي ما بذلته من مجهودات النسيان. أستطيع أن أرسمه الف مره وأنا الجهول بفنون الرسم ومهارات التفصيل . حتي شعوري بالكراهية وجدته حيّ له روح تسعي وأظافر قبيحه تنهش في تلك البقعه المكنونه في روحي المسالمة . لم أقتلك بسلاح مسموم كفعل عامة البشر ولكني أخذت بنصيحة الحكماء وتجاهلتك كورقة شجر خريفيه في بركة من وحل.

إقتل هذا الجيل الذى يكره الحياه !

لن ننجو من الفاشيه الدينيه أو العسكريه أو أى فاشية آخرى فى هذا الوقت الراهن. عندما تستنير العقول فقط ويصبح الجهل غريباً لا جمهور له ويصبح العلم والثقافه أغلبيه . عندها فقط ستغير القلوب من مجراها تلقائياً ويصبح تقبل الآخر هو العادى والمألوف والعنف والتعصب فعل قبيح وغير مقبول
إرنست هيمنجواى قال فى كتابه لمن تقرع الأجراس :
- إنك تسجنهم وتعذبهم وربما تقتلهم وما النتيجه؟
- النتيجه هى خلق جيل جديد آخر مليئ بالكراهيه
- وما الحل؟
- الحل هو تعليمهم حتى يروا الحق ويحيدوا عن الباطل بأنفسهم

بخطْ اليد مُش أكتر

photo


وجدت على مكتبى كارت يهنئنى بسلامة عودتى من زيارة مصرالأخيره. لم يوقع كاتب الكارت إسمه ولكنى أعرف خط يده . هناك أشياء عديده أسعد بها فى عملى ولكن أهما وأبسطها  هى الكتابه بخط اليد. لدينا برامج مخصصه لكتابة السيناريو ولكن العديد منا يفضل خلق النص بالقلم قبل أن يكتبه بالكمبيوتر. أنها القدسيه والجلاله والإهتمام التى تجدها فى خط اليد .تسمع دقات قلب الكاتب في الحروف المكتوبة بيد مرتعشة تحيد عن السطور أحياناً .
  الخط المستخدم فى فواتيح الأعمال يتغير و يختلف كل الإختلاف عن خواتيمها. هناك الثبات والثقه والإستقامه فى معرفة ما نقول فى أول جمله،أما  فى الخواتيم تجد الإنفعال والتردد والبحث عن نهايه لما كُتب فى الصفحات السابقه. ترى فى الحروف العهود والوعود والأمان والخوف والمستقبل والشكر والإعتذار والمديح والسباب. لكل فعل إنعكاس واضح وملموس على الورقة البيضاء. حتى الفصله لها آنّة مسموعه والواو يمكنها أن تكون كبرى يلحم الماضى بما هو آت أو جدار عال يدُل على إستحالة إمكانية الحدوث وبُعد المنال
   قال: كتبت لها جواب كانت تتمناها وعندما قرأته قالت أنها كُتب بخط لا يتمنى الحياه