ظاهرة نقص الذكورة السياسية


معظم الذين إنتخبوا السيسى كان لديهم من الأسباب المقنعة أفحلها، وكان أهم سبب هو إحتايجهم الشديد للذكورة والفحولة. البعض قال ان البلد محتاجه رجل، والبعض الآخر لم يخاف لومة لائم وقالها مدوية بالمفتشر ان البلد محتاجة دكر. بغض النظر عن الحالة الإجتماعية لهذا " المحتاج" أو هذه " المحتاجة" أو بإختلاف الميول الجنسية، فإن الجميع كان لديهم نوع مدفون من الشبق السياسى عندما إرتعشت أيديهم ووضعوا علامة صح.
تصريح مسؤول اللجنة العليا للإنتخابات عندما أجاز رسم القلوب والدباديب وكلام الغزل فى ورقة الإنتخابات، أضاف إلى الوهج الغرامى الذى يعانى منه الناخب -حرارة ولهيب وفلفل حراق.

الّدمُ فى الطُرقاتِ أحَمرْ، لمْ يغّمق لَونُه بَعدْ

كثرت تعريفات الفلاسفة والعلماء للذكاء. البعض قال أنه القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل والتخيط وحل المشكلات، والبعض قال أنه القدرة على تنسيق الأفكار وسرعة التعلم. ولكن التعريف الأقرب إلى قلبى هو ما قاله سيجموند فرويد أنالذكاء هو القدرة على ربط العلاقة بين الأشياء. نفس الفلاسفة ونفس العلماء إحتاروا فى إيجاد الفروق بين الإنسان والحيوان. هناك من قال العقل، وهناك من قال اللسان، لكن أحمد بهاء الدين قال فرق آخر وهو أيضا الأقرب إلى قلبى . قال أن الإنسان حيوان ذو تاريخ، يقرأه ويتعلم من أخطائه. إذن التاريخ والتعلم من تجارب الأخرين والعلاقة بين الماضى والمستقبل والربط بينهما هو تعريف الإنسان -وليس الحيوان- الذكى.
هل لدى السيسى القدرة للربط بين الأشياء والأحداث التى أتت به إلى تلك المرحلة من حياته؟ هل قرأ السيسى التاريخ وتعلم منه؟ والتاريخ الذى أقصده هنا ليس تاريخ الفراعنة أو التاريخ الرومانى، ولكنى أقصد التاريخ الجديد ذو الثلاثة أعوام. التاريخ الذى مازال دمه على الطرقات أحمر لم يغمق لونه بعد. بغض النظر عن الإجابة عن السؤالين السابقين، لابد أن نعرف أن السيسى ورجالة يعرفون ما يقومون به جيدا.ألا وهو بناء دولة مبارك ولكن على أثاث الشعبية الجارفة التى صنعها وإكتسبها السيسى لأسباب عديدة.
الإنتخابات ما هى إلا شكليات لابد منها محاولات لمحو كلمة إنقلاب من أفكار الغرب. الجميع يعلم أنه الرئيس القادم وبإكتساح حتى وإن لم يكن له برنامج إنتخابى واضح، ظاهر المعالم و الخطوات. نعم إنه الرئيس الذى سيفوز بنسة رهيبة دون الحاجه إلى برنامج إنتخابى. إذا تابعت لقاءات الرئيس القادم ستجد أن يتحدث بثقة ليس مصدرها الخبرة السياسية أو العلم بالأمور الإقتصادية ، ولكن الثقة هنا مصدرها التفويض الذى فوضة جموع الشعب. أتذكر هنا مقولة الفنجرى الشهيره : ورصيدنا لديكم يسمح! إذا كان مجلس طنطاوى العسكرى بكل إرتكبه من مصائب ظّن بأن رصيده لدينا يسمح؟ فمابلك بالسيسى الذى كُتبت فى حبه الأغانى والأشعار والكتب والأفلام التسجيلية، ورقصت وغمزت من أجله النساء؟
الأمن الطائش الظالم لن يخلق غير أجيال مليئة بالكراهية والعنف وحُب الإنتقام. الإعلام الفاسد الموجه الذى يملأ الأفق بالأكاذيب والقصص الملفقة، لن يصنع سوى ديكتاتور تُخلق من أجله الأعذار وتُسّبب الأسباب. قال صديق تملأ ضحكاته الإنهزامية:  نحن شعب تعود على الجوعوأصبحنا أصدقاء، ولكننا لم نتعود بعد على الإستسلام للضرب على القفا والإهانة. لم يثور الشعب يوما من الجوع، ولكنه ثار على البطش والقهر. إنه التاريخ يا عزيزى الذى سوف يكفر بما نكتب الآن.
نساء حزب النور

حزب النور ومرشحى الرئاسة
حزب النور يؤيد الرئيس السيسى نبفس الطريقة التى يؤيده بها مصطفى كامل وعمرو مصطفى. ربما خلت أناشيد حزب النور من الموسيقى لأن طبعا الموسيقى حرام ورجس من عمل الشيطان. ولكن ما يقوم به نادر بكار وياسر برهامى وحزب النور عامة يفوق مرحلة الموسيقى ويصل إلى مرحلة الشخلعة ورقصة الزمبلك التى كانت تختم بها الراقصة زوبة الكلوباتيه فقرتها فى بيت خديجه الونش عالمة محمد على.
ياسر برهامي:
  1. السيسى الأنسب للرئاسة والمرحلة القادمة تحتاج للإستغفار
  2. السيسى الأقدر على إدرارة المرحلة.
  3. بعض "الإخوان" يحملون أفكار منحرفة ولا أستطيع وصفهم بالخوارج
  4. ماحدث فى 3 يوليو كان ضد إسرائيل و" الإخوان" ينفذوا مصالح أمريكا
  5. ما يجرى ليس حربا على الإسلام و" الإخوان" تركو رابعة ليلة الفض
  6. الجيش ليس عدوا
نادر بكار:
  1. اليسسى أعطى مخرجا للإخوان
  2. الإنفجارات لن تثنينا عن تنفيذ خارطة الطريق
  3. إبنة البلتاجى قُتلت فى رابعة لأنها صدقت خدعة أبيها
  4. هنروح للسيسى مقر إقامته بسبب وضعه الأمنى
  5. الإخوان كاذبون
  6. لقاؤنا بالسيسى كان بمثابة شكايا ساسيه
هذه عناوين تصريحات بكار وبرهامى من جريدة المصرى اليوم. 

فقيه الطغيان


وجد دائما تطرف باسم الدين يصادر الحقيقة ويشرّع الإستبداد. وهو يفرض الرأى الأوحد والسلطان الذى لا شريك له، ويحرم المشاركة سواء فى العلم أو فى السطلة. وهو تطرف محتكر للمعرفة، يدّعى أنه الناطق الأوحد باسم الدين. لقد وجد دائما ليحتل الساحة العامة فى كثير من الصخب والعنف. ويكفى أن نضرب مثلا له، هو القاضى النعمان بن محمد ، العقائدى الأكبر لدولة الفاطميين. قد يقال أن هذا مثال متطرف ، ومن عهد مضى، إلا أنه لم ينقرض، فمازال هذا الصنف من المتطرفين يظهر من حين لآخر وقد عاد الآن ليحتل الساحة العامة وليحاول من جديد مصادرة الحقيقة بالعنف، ورد السياسة إلى الإستبداد.
القاضى النعمان ظاهرة قد توجد أيضا فى كل تطرف دينى، حين يحرم على الناس المشاركة فى صنع الحقيقة والسلطه. يصادر منهم الحق فى الإختلاف. له وحده الحق فى أن يخالفهم، وليس لهم أى حق فى إبداء رأى مخالف له.
كتب القاضى النعمان هو أيضا فى موضوع " الإختلاف" .فما هو الإختلاف فى شريعته؟ إنه بإختصار اختلاف الآخرين لما يعتقده هو وأصحاب معتقده، أما هو، فلا ينطبق اسم " الاختلاف" عليه إذ إنه فى مركز إصدار الحقيقة.
القاضى النعمان- ومن حذا حذوه من المتطرفين القدماء والجدد- يأمر الناس بإبطال عقولهم وتعطيل إرادتهم، فليس مطلوباً منهم سوى طاعة "ولى الأمر". وهنا يستعرض القاضى الفذلكة التاريخية المعروفة ليحولها فى إتجاهه: منذ البدء، كا ثمة اتفاق وإجماع، ثم انفرض العقد وحل الشقاق. طبعا غيره قال مثل هذا الكلام. وهو يضيف روايته كشيعى لما يراه السبب فى وقوع الاختلاف: وهو انتقال السلطه الى غير " ولى الأمر" أى إلى غير على بن أبى طالب أولا، ثم إلى غير ذريته ( حسب التسلسل الذى تأخذ به كل فرقة من فرق الشيعة) والسلطة هنا علمية وسياسية معاً، يقول: " ول سلمو لولى الأمر وأخذوا عنه، لما اختلف منهم اثنان فى دين الله".
ثم يأتى القاضى بمسلمة دينية أخرى وهى أن الإسلام قد إكتمل. طبعا كل المسلمين يتفقون معه فى ذلك مع اختلاف عميق فيما يترتب على هذا التسليم. فغيره مع تسليمهم بأن دين الله قد إكتمل، إلا أنهم مع ذلك أفسحوا مجالا لإعمال "الرأى" فى أمور الدين، وإستعملو "القياس" و "الإجماع" و "الإستحسان" واعتبروها اصولا تشريعية بعد القرآن والسنة. لكن القاضى النعمان قد أبطل هذه الأمور. وهو يقول إن الدين قد إكتمل العلم به، لكن عند "ولى أمره" أى إمامه "المعصوم" المالك وحده دون سائر الناس للعلم الكامل، والذى هو وحده العليم بأسراره، والمالك الأوحد أيضا للسلطة لا شريك له فيها. هو الوارث الوحيد للعلم والحكم. بل هو قد حرم على عموم المسلمين أن يستنبطوا مباشرة من القرآن والسنة، بعد أن أصبح " ولى الأمر" هو الاوارث الوحيد للعلم الكامل وللحكم المنطق. ينبغى إعلاق العقول وتسليم مفاتيجها إلى "الإمام" وشل الإرادة الفردية والعامة. فالإمام وحده هو المريد! ويدّعى القاضى أن الله هو الذى أمر عباده بذلك، وأنه " من بعد الرسول" وجب عليهم رد " أمرهم" إلى ولى الأمر كما جل ذكره.
القاضى هو أيضا يقول إن الإختلاف أنهاه الإجماع. إلا أن الإجماع عنده هو الخضوع لسلطان ولى الأمر  وما عدا ذلك من تعدد فى الرأى وحق فى الإجتهاد فهو خروج على الشرعية " العملية السياسية" والقابلون- أو الخاضعون- لسلطان الإمام وولى الأمر هم الذين يستحقون عند القاضى إسم "الجماعة الإسلامية"، وسواهم خارجون على الشرع والشرعية، وأنه لا يقع اسم الجماعة بعده" أى بعد الرسول" إلا على من إجتمع على طاعة الإمام وكل جماعة تخرج عن طاعة الإمام لا يقع عليها إسم الجماعة المسلمة.
النعمان فى ذمة التاريخ. إلا أن أمثال النعمان عادو ليحتلوا الساحة ويروجوا للطغيان نفسه، طغيان الرأى الواحج والسلطان المطلق، وكل ذلك باسم الدين. حين تقوم أية جماعة اليوم لتدعى أنها وحدها الناطق الرسمى باسم الدين، وأنها بذلك تملك الحقيقة، والقول الفصل فى كل شئ، وأن عندها القتوى النهائية فى قضية نظام المجتمع والسياسة فهى إنما تكرر موقف القاضى النعمان.
على أومليل - فى شرعية الاختلاف


5- الإعلام الإجتماعى ودورة فى الإنتخابات

الجزء الأول
الحزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الرابع

إذا كنا بصدد دراسة كيف إستخدم النشطاء السياسون الإنترنت، وما الذى يؤثر على سلوكياتهم فى هذا الإستخدام، علينا أن ننظر إلى إلى بعض هذه الأدوات التى يتم إستخدامها. وما الذى جعل مديرى الحملات الإنتخابية يستخدمون الإنترنت لجعل حملاتهم أكثر نجاحا. لهذا الغرض بالتحديد، سوف ننظر إلى الأعلامى الإجتماعى فى خطوت بسيطة:
فيسبوك:
  1. إكتسب سمعة جيدة نظرا لسهولة إستخدامه فى التنظيم. من الأمثلة الشهيرة، ما قام به الطالبين مرديث سيجال من جامعة بودين وفاروق أرجيبى من جامعة ميزورى. كل منهما قام بإنشاء صفحة على الفيسبوك مخصوصة لأوباما وليس لأى من الصفحتين علاقة بالحملة الرسمية. فكانت هناك صفحة " الطلبة من أجل أوباما" وصفحة أخرى بعنوان " مليون قوي من أجل أوباما". كانت الصفحتين سببا فى خلق فيضان من المؤيدين لأوباما فى ولايات لم يبدأ حتى فيها حملته بعد. عندما زار أوباما جامعة جورج ميسون بعد ثمانية شهور من إنشاء صفحة طلبة من أجل أوباما، كان هناك أكثر من 62 ألف طالب مؤيد للصفحة ولأوباما!
  2. فى 2006، قدم فيس بوك خدمة جديدة للصفحات. وهى خانة " مرشح سياسى" ، وقدم أيضا العمديد من المميزات لهؤلاء المرشحون. وهو ما شجع العديد منهم لإستخدامه فى حملاتهم. والواضح هنا أن فيسبوك نفسه يعمل جاهدة لجذب المرشحين السياسين وحملاتهم. سهولة الكتابة والمشاركة جعلت التفاعل بين الناخبين والحملات الإنتخابية سهل وسريع. وهذا يحسب لفيسبوك الذى يطور من شكلة وقدراته يوما بعد يوم
تويتر:
  1. عموماً، مستخدمى تويتر أكبر عمرا من مستخدمى مواقع الأعلام الإجتماعى الأخرى. متوسط عمر مستخدم تويتر 31 سنة. معظم التويتات تأتى من أصغر المستخدمين عمرا. والجدير بالذكر أن العديد من الإحصائيات أنتجت عن أن 5% فقط من مستخدمى تويتر مسؤولين عن 75% من مجموع التويتات الموجودة. من هذه الأرقام البسيطة تجد أن مسؤولى الحملات الإنتخابية يجدون بعض الصعوبة فى وجود الناخبين على تويتر مقارنة بفيسبوك مثلا.
  2. ويث روثفين( شركة أبحاث امريكية) قامت بعمل بحث وإستبيان فى 2010 عنى تويتر وكان من بعض نتائجة أن معظم التويتات الموجودة على تويتر تقع فى 3 محاور: المحور الأول هو دعوات للعمل والمشاركة. المحور التانى هو الحوار مع الناخبين والمحور الثالث هو الإعلان عن الحملة والمرشح.
  3. تويتر مثلة كمثل معظم ادوات الأنترنت، يجب إستخدامه بكفائة ومهنية وفاعلية حتى ترى نتائجة. فى احد انتخابات الكونجرس فى 2009، فى ولاية فيرجينا ، اتسمت تويتات المرشح الخاسر  كريه ديدز بالتنوع الشديد وعدم التركيز على رسالة الحملة. كانت التويتات غير مركزه وتشعبت إلى مواضيع عديدة لا تهم الناخب فى شئ
يوتوب:
  1. يوتوب هو حقا ثورة الإعلام الإجتماعى.القدرة على إستخدام التليفون فى تصوير فديوهات ثم رفعها بدون مقابل هو أداة فعالة جدا اذا كنت ستستخدمة بالإيجاب أو السلب أو الهجوم فى الحملات الإنتخابية. كل حملة تتابع أخبار المرشح المنافس وخصوصا الفديوهات والأحاديث، وبمجرد العثور على أول خطأ، يبدأ الهجوم بلا هوادة. والصورة دائما أقوى من ألف كلمة. فإذا كتبت خبر بأن المرشح الفلانى قال كذا وكذا، غير أن تعرض فديو لهذا المرشح وهو يقول الكذا والكذا.
  2. لم يكن يوتوب هو بداية إستخدام الفديوهات فى الحملات الإنتخابية، ولكنة بالتأكيد جعل إستخدام الفديو أسهل وأوسع إنتشارا. فى إنتخابات 2004، خلال حملته الرئاسية، بعث جورج بوش إيميل يحتوى على فديو مدته 45 ثانية وكان عنوانة " بلا دمبادئ، أو المجرد من المبادئ" وكان هذا الفديو هو بداية لخطة الهجوم التى شنها بوش على جون كيرى. هذا الفديو إنتشر بين الآلاف من مؤيدى بوش، وتم عرضه فى بعض القنوات التلفزيونيه ولكنه لم يصل لأي مرحلة من مراحل ال "trend" التى نعيشها الآن مع اليوتوب.
  3. عندما ظهر يوتوب فى ربيع 2005، حدثت ثورة بمعنى الكلمة فى الطريقة التى يتم بها تداول الصور والفديوهات. أصبح يوتوب صديق صدوق للمرشحين والحملات الإنتخابية لسببين مهمين: الأول أنه بدون مقابل ولن يكلف الحملة الإنتخابية أى شئ والسبب الثانى هو أنه واسع الإنتشار.
  4. جو تريب مدير حملة هاورد دين السابق علق عن الدور الذى لعبة يوتوب فى حملة اوباما " الفديوهات الرسمية التى وضعتها حملة اوباما تمت مشاهداتها 14 ونصف مليون ساعة!. واذا حاولت أن تشترى 14 ونصف مليون ساعة لأى قناة تلفزيونية سيكلفك هذا على الأقل 47 مليون دولار"
بإختصار، بدون إنترنت لم يكن لأوباما أن يصل إلى البيت الأبيض. بالتأكيد كان هناك العديد من الإستراتيجيات، بالإضافة إلى شخصيتة وطريقة القاءة الخطابات، لكن بالطبع لم يكن لأوباما أن يحقق أى من الإستراتيجيات أو الخطط التى رسمتها حملته بدون التبرعات الرهيبه التى جمعها من خلال الإنترنت. الفديوهات التى نشرها أوباما والتى شاهدها الناخبون دون أن يغصبهم أحد على ذلك. كل هذا كان له دور فى وصول أوباما إلى كرسى الرئاسة.
الإنترنت بالتأكيد غيرت الحملات الإنتخابية لكن إلى أى مدى كان هذا التغير وهل توقف هذا التغير إلى هذا الحد؟ بالطبع لا. هذة فقط البداية لدور الإنترنت فى الحملات الإنتخابية والتسويق السياسى.
فى المقالات القادمة سنتحدث عن هذة التغيرات وسنعرض مقتطفات من حملات إنتخابية شهير

ياعم الفنان، انت عرص واللى بعتك عرص!

(1)
إتخذت قرار صائب أن لا أهتم بأى جانب أخر للفنان سوى فنه، والأديب بأدبه ، والعالم بعلمه. وقررت أيضا أن أضع الأمور فى نصابها ومقدارها الطبيعى. فلا أصف كاتب الرأى بالأديب، ولا الأراجوز بالفنان. عبد الرحمن الأبنودى شاعر ومحلل سياسي رخيص، لكنه سيموت شاعر وليس محلل سياسى. إسمع من الأبنودى شعره وارمى آرائه السياسيه فى المرحاض.
(2)
فى ليلة صيفية بهيجة فى نادى سبورتنج العريق، اعتلى محمد منير المسرح متأخرا 3 ساعات عن موعده. أول ما مسك الميكروفون قال بصوت به شئ من الصدق وكثير من التعريص وبعض من ما أملاه عليه زبانية أمن الدولة " فى البداية، أحب أقول حمدأ لله على سلامة الرئيس مبارك". كان مبارك عائداً لتوه من المانيا بعد رحلة علاجية. منير الذى وهب حياته لغناء الأوطان والمقاومة والحرية، لم يقدم للثورة المصرية سوى أغنية " إزاى" . وكان أول ألبوم له بعد الثورة " إدحرج وإجرى يا رمان". لم يغير ذلك أي شئ فى نظرتى لمحمد منير الفنان. نفس الشعور عندما كانت تحوم حوله الاقاويل بأنه خامورجى ونسوانجى. فأنا أستمع إلى مطرب يغنى ولم أكن باحثا عن مثل أعلى وقدوة حسنة فى الخلق الحميد
(3)
بكى محمد فؤاد مثل الثكالى على مبارك فى برنامج تلفزيونى على الهواء. جعل من نفسه اضحوكه. لم تغير دموعة الرخيصة المصطنعة رأىي لحظة واحدة فى الثورة وما نفعلة فى الشارع وقتئذ. وكذلك لم يتغير رأى فى أن فؤاد مطرب جميل ولكن حظه من الثقافة والتعليم أقل بكثير من حظه فى جمال الصوت.
(4)
سيظل التملق والتعريص ، ما ظل الإنسان يتنفس الهواء والماء يخلق الأسماك. فلا تجعل الجانب التعريصى- من أى فنان تعشق فنه وأديب تهوى قرائته -يقف حاجز بينك وبين ما تهواه. المهم الآن أن تُرهق ذهنك وتعصر أفكارك حتى تأتى بتعريف جيد لكل ما هو فنان، مثقف، أديب ...

٤- تاريخ الأنترنت فى الحملات الإنتخابية

الجزء الأول
الحزء الثانى
الجزء الثالث
(4)
قبل التحدث عن الحاضر، وجب الإشارة إلى تاريخ إستخدام الإنترنت فى التسويق السياسى والحملات الإنتخابية. لقد تم إستخدام الإنترنت فى أوائل التسعينات عندما كان بيل كلينتون حاكما لولاية أركانسا. لقد إستخدم وقتها الإيميل فقط داخل غرفة العلميات لحملتة. وكان إستخدام الإنترنت قاصرا على أعضاء الحملة وليس مع الناخبين.
فى ١٩٩٦،  وفى خلال المناظرة الرئاسية مع بيل كلينتون، طلب بوب دول مرشح الحزب الجمهورى من الناخبين بالإتصال بحملته من خلال الموقع الإلكترونى. وكانت هذة هى المرة الأولى التى يستخدم فيها مرشح رئاسى مناظرة رسمية للإعلان عن موقع حملتة. كان ذلك غريبا على الناخب الأمريكى.
فى أواخر التسعينات وبدأية عام ٢٠٠٠، طرق حاكم مينسوتا وقتها- جيسى فنتورا ومرشح الحزب الجمهورى- جون ماكين أبواب الأنترنت بقوة. وأطلق أساتذة التسويق السياسى على هذة الفترة: العصر الحجرى لإستخدام الإنترنت، فى الحياة السياسية وحياة المواطن العادى. لم تدخل الإنتخابات الأمريكية العصرى الحقيقى للإنترنت إلا بحلول عام ٢٠٠٤ مع حاكم فيرمونت ومرشح الحزب الديمقراطى هاوراد دين.
يجب أن نشير هنا إلى نقطة مهمة، وهى أن مهمة المستشارين السياسيين ومديرى الحملات الإنتخابية هى مهمة غير مؤكدة النتائج. بمعنى، أن الهدف الأساسى لأى حملة إنتخابية هو الفوز بالإنتخابات وليس إحداث فرقعة إعلامية. وفى الواقع أن تكنولوجيا التسويق السياسى ستظل متأخرة خطوة أو خطوتين عن تكنولوجيا التسويق والمبيعات الحديثة. إذن كيف إستطاعت حملة هاورد دين أن تستخدم الإنترنت بهذة القوة فى ٢٠٠٤ خلال الإنتخابات الأولية للحزب الديمقراطى؟
قبل حملة هاورد دين في ٢٠٠٤، لم يكن متوافر العوامل اللازمة من التكنولوجيا الحديثة . فمن أجل أن يكون الإنترنت مصدرا مهما ومؤثرا في التسويق السياسي والحملات الانتخابية، هناك ٣ عناصر مهمة يجب وضعها في الاعتبار:
الإختراق أو التغلغل
والمقصود بالإختراق هنا هو عدد الأمريكان الذين كان لديهم وسيلة للإتصال بالإنترنت في منازلهم أو أي مكان آخر. فقط ١٨٪ من الأمريكان كان لديهم إنترنت في منازلهم عام ١٩٩٧. تضاعف هذا الرقم وأصبح ٥٠٪ في عام ٢٠٠١. وفي عام ٢٠٠٤، أصبح ٣ من كل ٤ بيوت لديهم وسيلة اتصال بالإنترنت. وبهذا الرقم، اصبح ٧٥٪ من السكان في أمريكا لديهم وسيلة اتصال بالإنترنت في المنزل، العمل أو المكتبات العامة. وهنا قد اختفي العصر الحجري للإنترنت. وفي استبيان سريع لهذه الأرقام ، اتضح ان هؤلاء الذين يملكون إنترنت في منازلهم، كانو اكثر تعليما وأعلي دخلا وأكثر إقبالا علي التصويت في الانتخابات. وكان هذا الاستبيان هو المؤشر الاول لمديري الحملات النتخابية علي انهم يستطيعو التواصل مع الناخب عبر الانترنت.
السرعة
وهذا هو العنصر التاني الذي كان سبباً في حضور عاصفة الانترنت في انتخابات ٢٠٠٤. كان الاتصال بالإنترنت في المنازل، عن طريق خطوط التليفون. وكان هذه الوسيلة هي الأرخص والأسهل والابطأ أيضاً . ولكن نتيجة لبعض السياسات والقوانين التي اقترحها الرئيس كلينتون، اصبح الانترنت السريع متاح في بعض المرافق العامة ثم بعد ذلك المنازل. ففي عام ٢٠٠٤، كان ٤٥٪ من منازل أمريكا لديهم إنترنت سريع. وكان ذلك سبب في خلق المدونات والمواقع الشخصيه، وكذلك سهولة تداول الفيديوهات التي جعلت مهمة وصول الصحفيين والأحزاب- والاهم منهم جميعا- الناخب الي المعلومات.
الراحة
فى ٢٠٠٤، معظم الامريكان اصبحو اكثر راحة مع إستخدام الإنترنت وأصبح هناك ثقة فى إنفاق المال على الانترنت والدليل كان هناك زيادة ملموسه بنسبه ٢٥٪ فى مشتريات الكريسيماس لسنة ٢٠٠٤ عنها فى ٢٠٠٣. أصبح الامريكان أكثر  ثقة الانترنت ولديهم الإستعداد للحوار والنقاش على الإنترنت والأهم من ذلك هو إنفاق المال. وهذا ما جع تبرعات حملة هاورد دين، حملة عملاقة.
نهاية العصر الحجرى للإنترنت
يعتبر العديد من الأكادميين ومتخصصى الحملات الإنتخابية أن حملة هاورد دين هى بداية الإستراتيجية الحديثة لإستخدام الإنترنت فى الإنتخابات. مايكل كورنفيلد، أستاذ العلوم السياسية أطلق على عام ٢٠٠٤ العام رقم ١ ميلادى لمديرى الحملات الإنتخابية. بعد أن أعلن هاورد دين عن حملته فى يونيو ٢٠٠٣، قرر مستشارى هاورد دين إستخدادم سلوك الأمريكان على الإنترنت لتنظيم أهداف أخرى جديدة للحملة. الشعب كان قد يستخدم الأنترنت فى شراء أحتياجاتهم فلماذا لا يتم طلب التبرع منهم للحملة عن طريق الإنترنت؟ هاورد دين عمل شئ شجاع وغير متوقع، شئ لا يصنعه أي مرشح سوى واحد لا يملك أى شئ يخسره. هاورد دين صمم الموقع الإلكترونى لحملته بطريقة تفاعلية مع الناخبيين. المواقع الأخرى مثل موقع جون ماكيين وجيسى فانتورا كان عليها سيطرة ولا تسمح للناخبين بالتفاعل مثلما سمح هاورد دين.
يعود الفضل لحملة هاورد دين فى تغير فلسفة الحملات الإنتخابية وتقديم تكنولوجية " Meet-Up" وأيضا جعل المرشح يقوم بالتدوين بنفسه. الشئ الهام الذى أخذته هذة الحملة فيه الريادة بلا منازع هو التبرعات. لقد حقق هاورد دين رقم قياسى  وجمع تبرعات (أكثر من ٢٤ مليون دولار) أكثر من أى مرشح آخر.
إستخدمت حملة هاورد دين الإيميل ليس فقط لإرسال لينك لموقعه حتى يقوم الناخب بالتبرع، ولكنه كان يرسل مقالات وقصص عن منافسه وأحيانا فديوهات تجع الدماء تفور فى عروق الناخب. وبعد أن يستفز المقال الناخب، يضع هاورد دين فى نهاية الإيميل لينك لموقعه طالبا من الناخب التبرع للحملة وإرسال هذا الإيميل لأكثر عدد من الأصدقاء والمعارف!
فكرة الإيميلات ذات العناوين المروعة مثل " الجمهورين سوف يقضون على الوظائف التعليمية" أو " الديمقراطين سوف يسمحون بالجنس فى المدارس". كانت هذة فكرة حملة هاورد دين. نعم الآن أصبحت هذه العناوين مألوفه، ولكن بالماضى لم تكن ذلك. بعد أن فتح هاورد دين موقعه للناخبين للنقاش والجدال والكتابة، قام العديد من هؤلاء بتقديم إقتراحات عبقرية إستخدمتها الحملة فى الهجوم والدعاية وجمع المزيد من التبرعات.
الإنترنت معجزة، أم مجرد وسيلة؟
بعد حملة هاورد دين، إنقسم علماء التسويق السياسى إلى فريقين. الفريق الأول يؤمن بأن الإنترنت معجزة غيرت وطورت شكل الإنتخابات إلى الأبد. الفريق الآخر، ليس على نفس درجة التفاؤل, فالإنترنت بالنسبة لهم مجرد وسيلة واداه لإستخدام الأدوات القديمة التى تعودوا عليها.
يجب أن تضع فى الأعتبار أن كل من الفريقين عنده بعض الحق فى ما قد يدعو إليه، ولذلك سوف نقوم بسرد بعض أسباب إيمانهم بموقفهم ولك أنت التحديد وإختيار الفصيل الذى تود الإنتماء إليه
فلنبدأ بهؤلاء المتشائمين (كما أطلق عليهم جيسون جونسون) الذين لايؤمنون بأن الأنترنت كان معجزة ،هذة بعض من وجهات نظرهم:
  1. نعم الإنترنت ساعدت هاورد دين فى جمع التبرعات، ولكن الأنترنت لم ولن تحمل الناخب إلى صندوق الإنتخاب للإدلاء بصوته. وهنا يجب الإشارة أن هذة النقطة قد تداركها أوباما فى حمتلة ٢٠٠٤ للكونجرس . إستخدم أوباما الإنترنت كما إستخدمها هاورد مع فارق مهم. أنه حول ال Meet up إلى الواقع وليس فقط على الأنترنت. أوباما نظم مؤتمراته ولقاءاته مع الطلبة والعمال والفلاحين والعديد من النشطاء خلال الأنترنت ولكنه كان هو شخصيا موجود فى الشارع. وكانت هذة هى القاعدة الأساسية التى بنى عليها أوباما حملتة للإنتخابات الرئاسية فى ٢٠٠٨.
  2. التكنولوجيا الحديثة ساعدت أوباما فى الوصول للبيت الأبيض ولكنها لم تكن السبب الأساسى لذلك. نجاح أوباما يكمن فى أنه عرف كيف يستخدم الأنترنت فى حملتة. منذ البداية، كان فريق أوباما يعلم أن الإنترنت لم تكن أداة أكيدة للحصول على أصوات الشباب ولكنها كانت المنبر السهل البسيط الذى يستطيع أوباما أن يتحدث إلى هؤلاء الشباب ويجذب أصواتهم إليه بعد أن يتحاور معهم ويشعرهم أنه قريب منهم. أستخدم اوباما الإنترنت لتنظيم جيش هائل من المتطوعين. فقام بنجاح بتحويل العالم الإفتراضى إلى عالم حقيقى على أرض الواقع.
  3. الإنترنت مجرد أداة مثل الراديو والتلفزيون. ربما عقدت الامور اكثر واكثر. فى النهاية وجود المرشح والمتطوعين فى الشارع والحديث والتقاط الصور مع بسطاء الإنتخابات هو الأكثر فاعلية
المتفائلون بالإنترنت:
هؤلاء هم الذين يؤمنون أن الإنترنت قد غيرت اساسيات الحملات الإنتخابية والديمقراطية الأمريكية و سمحت لمديرى الحملات الإنتخابية بالتفكير وتحقيق خطوات كانت مستحيلة بالماضى قبل عصر الإنترنت.
  1. الأنترنت ساعدت فى جمع التبرعات بتطريقة أسهل والوصول لمتبرعين لا يمكن الوصول إليهم بالطرق العادية المألوفه.
  2. إستخدام الأنترنت كان سببا أساسيا فى الأقبال على التصويت من قبل الأمريكين أصحاب الأصول الأفريقية والأسبانية. ولقد ظهر هذا واضحا فى إنتخابات ٢٠٠٨ لأوباما فقد كانت نسبة تصويت الأفريقين الأمريكين أعلى نسبة فى تاريخ أمريكا منذ نشأتها.
  3. بالماضى كان بإمكانك أن تتحدث مع جيرانك فقط عن المرشح وحملت، لكن من خلال الإنترنت يمكنك التحدث مع آلاف.
  4. هؤلاء المتفائلون يأخذون نجاح أوباما دائما مثلا فيقولون ان لولا الإنترنت ما كان اوباما رئيسا. كان اوباما سيناتور شاب فى شيكاغو فى ٢٠٠٤ لم يسمع عنهم الكثير ولم يكن  حظة من التغطية الأعلامية  التقليدية بنفس قدر التغطية التى كانت تحصل عليه هيلارى كلينتون. لكنه عندم قرر دخول إنتخابات الحزب الديمقراطى الأوليه، إستخدم الإنترنت بعبقرية كبديل للأعلام التقليدى الذى كان يعرف هيلارى كلينتون مسبقا بصفتها سيدة أمريكا الأولى.
إذا كنا بصدد دراسة كيف إستخدم النشطاء السياسون الإنترنت، وما الذى يؤثر على سلوكياتهم فى هذا الإستخدام، علينا أن ننظر إلى إلى بعض هذه الأدوات التى يتم إستخدامها. وما الذى جعل مديرى الحملات الإنتخابية يستخدمون الإنترنت لجعل حملاتهم أكثر نجاحا. لهذا الغرض بالتحديد، سوف ننظر إلى الأعلامى الإجتماعى فى المقالة القادمة:

فلتتراكم الجماجم على هيئة متراس

airconditionedpap122


دع الجوقة تمثّل الناجين. دع صحراء غوبى تصبح ملاذا. وعلى حواف الصحراء فلتتراكم الجماجم على هيئة متراس هائل. السكون يزين على العالم حتى إن لا أحد يجرؤ على التنفس. ولا على الإصغاء. الجميع ساكنون. ثمة هدوء شامل. وحدُه القلب يخفق. يخفق فى صمت أسمى. دع رجلاً ينهض ويبدو كأنه سيفتح فمه. دعه يفشل فى إخراج أى صوت. دع رجلاً آخر ينهض ودعه يفشل أيضاً. ثم يهبط فحلُ من السماء. ويقفز فى المكان فى صمت مُطبق ويحّرك ذيلة. يصبح الصمت أعمق. يكاد الصمت لا يُحتمل.
يبرز درويش ويبدأ بالدوران حول نفسة كالذروة. وتصبح السماء بيضاء اللون. ويزداد الهواء برودة. فجأه يومض حدّ سكين ويلمعُ ضوء فى السماء. يقترب نجم أزرق أكثر فأكثر- نجم ضوءه مُبهر، يعمى الأبصار.
ثم إمرأة وتزعق. ثم أخرى فأخرى. يمتلئ الهواء بزعيق ثاقب. وفجأة يسقط طائر ضخم من السماء. إنه ميت. لا أحد يحرك ساكناً ليقترب منه.
يُسمع أزير واهن لزيز الحصاد. ثم تغريدة قُبرة، يتبعها تغريد الطائر المُحاكى. يضحك أحدهم- ضحكاً مجنوناً يحطم القلب. تجهش امرأه بالبكاء. وتبدأ أخرى بالنواح.
ويهتف صوت امرأة. لقد خلصنا!
هتاف متقطع: ضعنا! خلصنا!ضعنا! خلصنا!
هنرى ميلر - كابوس مكيف الهواء

يظهر الساحر

airconditionedpap122


 يرفع يديه نحو السماء ،ويبدأ القول بصوت متوازن ، لا هو عال ولا منخفض أو زاعق: صوت يستحوذ، ويُهدى القلب. وهذا ما يقول:
كفاكم إيماناً ! كفاكم أملاً ! كفاكم صلاةً! افتحوا عيونكم واسعاً. قفوا منتصبى القامة. اطرحوا المخاوف كلها. ثمة عالم جديد يوشك أن يولد. إنه لكم. منذ هذه اللحظة سيتغير كل شئ. ماهو السحر؟ إنه معرفة أنكم أحرار! غنّواّ! ارقصوا ! لقد بدأت الحياة تواً.
هنري ميلر - كابوس مكيف الهواء

الأعلانات السلبية فى الإنتخابات ولماذا لا يهاجم حمدين السيسى؟

نُشر بموقع راديو حريتنا. هنـــا اللينك
الجزء الأول هنــــا
الجزء الثانى هنـــا
 
وضحنا في المقالة السابقة أن وظيفة رسالة الحملة الإنتخابية هى توضيح أسباب ترشيح هذا المرشح، ولماذا يجب التصويت له دون غيره. وقد وضحنا أيضًا أن كل من حملتي حمدين والسيسي لا تحمل رسالة واضحة وهى أقرب إلى الشعارات منها إلى الرسالة.
الناخب عمومًا، يريد أن تكون رسالة الحملة الإنتخابية لها علاقة بحياتة الشخصية ،وأن تكون هذه الرساله نابعة من المواقفه التي تحيط به وتؤثر على روتينه اليومي. وهنا يجب أن نتوقف على موقف المرشح ورأية من القضايا العامة التي تشغل الناخبين وليس فقط رؤيته للمستقبل.
في إنتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2004، كان جون كيري مُرشح ضد جورج بوش الإبن. وعندما  كان جون كيري سيناتور وجاء وقت التصويت على تمويل حرب العراق، صوت كيري لصحال التمويل أولًا، ثم صوت ضد التمويل في الجولة الثانية. جون كيري قال بالحرف الواحد في أحد اللقاءات " لقد قمت بالتصويت لصاحل الـ 87 بليون دولار، ثم صوت ضدها فيما بعد". عندما سمعت حملة جورج بوش هذة الجملة، قام الفريق بكتابة رسالة حملتة وسياستها في الحال. كارل روف مدير حملة بوش قال " إن هذة الجملة كانت هدية من السماء لا يمكن ردها".
بالرغم من أن موقف كيرى كان صحيح بخصوص فضيحة تمويل حرب العراق، إلا أن بوش هزم جون كيري في 2004 لأن حملته إستطاعت ربط إسم كيري ووصفه بالرجل الذى ليس له رأي ويقوم بتغير مواقفه. كانت رسالة بوش : كيف تصوتون لرئيس يغير رأيه فى مسائل الحرب!
كانت قضية حرب العراق هى شاغل أمريكا الأكبر حينئذ، وبالتالي كانت هى القضية الأولى لإنتخابات 2004. لم تهدأ حملة جورج بوش ثانية ولم تملّ من تذكير الرأي العام أن كيري ليس له رأي. وانطلقت عاصفة من الأعلانات السلبية تهاجم كيري وتصفه بالشخص المهزوز. هنا تحولت حملة كيري إلى موقف الدفاع، وأخذ مستشاريه محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فضاع  مجهود الحملة عندما أصبح كل تصرفاتهم تصب نحو شرح موقف كيري من الحرب ولماذا قام بتغير رأيه والدفاع عن إتهام بوش له بالإهتزاز وضعف القرار.
هناك مقولة شهيرة في عالم التسويق السياسي تقول إن الإعلانات السلبية تكون فقط سلبية إذا كانت غير حقيقية، أما خلاف ذلك فهاجم ولا حرج عليك. وهذا ما فعلته حملة بوش. مات لويس، من قدامى مديري الحملات الإنتخابية للحزب الجمهوري كتب " كي تفوز بسباق إنتخابي فرصتك فيه ليس بقوة منافسك، لابد أن تهاجم بذكاء ودون كذب. وهذا أيضًا ما فعلته حملة بوش. الآن يجب أن نعلم أن الأعلانات السلبية ومهاجمة المنافسين حزء مهم ومقبول في التسويق السياسي الحديث.
إذن ما فعلته حملة جورج بوش لكتابة رسالة حملته في 2004 هو استخدام الظروف التي تمر بها البلاد من حرب على العراق. السؤال الآن، هل يستطيع أي من حمدين أو السيسي في إستغلال حدث كهذا لمهاجمة منافسة ؟ما يوجد في مصر الآن من أحداث ليست قادرة فقط على تغير رسائل الحملات الإنتخابية، بل على تقديم علم جديد من التسويق السياسي.
فرصة حمدين صباحي هى الأضعف لأسباب لا يمكن حصرها. إذن هو المنافس الضعيف، إذن وجب عليه الهجوم. فهل يستطيع أن يهاجم حمدين منافسة؟ هناك من الحقائق التي يمكن أن يستغلها حمدين في مهاجمة السيسي بلا هوادة. وهى حقائق وليست أكاذيب. هل يستطيع حمدين أن يسأل السيسي ما أتى به إلى هذة المرحلة؟ هل يستطيع حمدين أن يسأل السيسي السؤال التاريخي : ثورة هى أم إنقلاب؟ هل يستطيع السيسي أن يهاجم حمدين ؟ في تصريح للسيسي منذ عدة أيام طلب من حملته عدم تنظيم أي مناظرات مع حملة حمدين لأنه لا يريدها حرباً للديوك. إذن السيسي إتخذ قرار بعدم مهاجمة خصمة. وهذا طبيبعي لأنه هو الأقوى والأقرب إلى الفوز. فليس بحاجة إلى ان يهاجم حمدين هجوم منظم مباشر.

ألف باء حملات إنتخابية: " حملة حمدين vs رسالة حملة السيسى" - الجزء الثاني


نُشرت بموقع راديو حُريتنا 
                
(٢)
بعد أن يقوم المرشح الإنتخابى بإختيار مدير حملتة، يصبح هو من يعمل عند مدير الحملة. وظيفة مدير الحملة هى أن يشرح للناخبين لماذا يجب إنتخاب مرشحه هو دون غيره. كيف يصنع هذا وما هى الخطوات والأدوات والتكاليف؟
جيسون جونسون كاتب ومحلل سياسى، كان يعمل مدير لحملة أحد مرشحى مجلس الشيوخ عن ولاية ميرلاند. بعد أن تم تعينة لإدارة الحملة، أقام بعمل إنترفيو طويل لمدة ساعات للمرشح . وكان أول سؤال سألة هو: كيف تقنع زوجتك بالتصويت لك فى الإنتخابات القادمة؟
السؤال ربما كان سهل فى ظاهره، لكن الإجابة عليه كانت صعبة جدا. بعض المرشحون فشلوا فى إجابة هذا السؤال بطريقة مقنعه. والهدف الأساسى من هذا السؤال هو لو أن المرشح غير قادر على إقناع أقرب الناس إليه بإنتخابه، كيف يقنع الملايين الذين لا يعرفون عنه أى شئ؟ وهنا تأتى أهمية رسالة الحملة الإنتخابية ولماذا هذه الرسالة يجب أن تكون قوية فهى أول خطوة تشرح للناخبين لماذا يجب التصويت لهذا المرشح دون غيره.
إذن، ما هى رسالة الحملة الإنتخابية؟
رسالة الحملة الإنتخابية هى الأساس المنطقى لإنتخاب مرشح معين وهزيمة مرشح آخر. هى الإجابة السريعة للسؤال الجوهرى: لماذا أقوم بالتصويت لهذا المرشح بالتحديد. هناك أمثلة عديدة لرسالة الحملة. وهناك العديد من التفاصيل والأساليت التى سيتم إستخدامها لنشر رسالة الحملة والعمل على تحقيقها. لكن فى النهاية كل هذه الادوات والتفاصيل والشروح، يجب أن تنتهى لإجابة السؤال الجوهرى. فلان أحق بصوتى من فلان.
رسالة الحملة تختلف عن شعار الحملة. رسالة الحملة هى العمل الهندسى والأساسى التى قامت من أجلة هذه الحملة. على سبيل المثال كانت رسالة حملة أوباما فى ٢٠٠٨ هى الأمل والتغير وأنكم لو إنتخبتم جون ماكين كأنكم إنتخبتم جورج بوش مرة ثالثه! وكان شعار الحلمه هو نعم نستطيع. الرسالة واضحة والشعار واضح والهدف من ترشيح أوباما أيضا كان واضح من مجرد قراءة الرسالة وشعار الحملة.
رون فيشو مدير تحرير مجلة الإنتخابات والحملات الإنتخابيه كان قد كتب كتاب كامل عن كيفية كتابة الرسالة للحملة الإنتخابية. بإختصار شديد جدا، رسالة الحملة يجب أن تكون مبنية على أحد النقاط التالية او خليط منهم جميعا:
1.     نقاط القوى والضعف الشخصية للمرشح (الخبرة، الأخلاق، التاريخ ...إلخ)
2.     الخلافات الأديولوجية والحزبيه (ليبرالى، محافظ، دينى، علمانى … إلخ)
3.     نظرة المرشح للتغير (إصلاحى، محافظ، حرس قديم …إلخ)
نقطة آخرى فى غاية الأهمية ولها تأثير كبير فى كتابة رسالة الحملة أو تغيرها ألا وهى الظروف السابقة والحالية للبلاد. عندما كتب أوباما شعار حملته ورسالتها كانت البلاد قد ضاقت بإدارة جورج بوش وسياستة الخارجية وهنا كانت كلمة التغير التى إختارها أوباما لها مفعول السح على آذان الناخبون.

الآن بعد أن عرفنا بإختصار شديد مفهوم رسالة الحملة وشعارها والغرض الذى يجب أن تؤديه، هل تستطيع سيدى القارئ تعريف رسالة حملة المشير السيسى أو السيد حمدين صباحى؟
نجد أن كلا المرشحين قد إختار جملة تقترن بإسمه، فى حالة السيسى نجد جملة " تحيا مصر" وحمدين قد إختار " واحد مننا". كلا الجملتين أقرب إلى الشعار منها إلى الرسالة. جمل غير كاملة لا نعى المقصود بها عند قرائتها للمرة الأولى. ربما رأى السيسى أن تحيا مصر هى جملة تعبر عن تقديمة لمصر عن كل شئ آخر. وكان قصد حمدين هو أنه شخص عادى من عامة الشعب. لكن لازلت تلك الجمل ناقصة وهناك أكثر من طريقة لتفسير كل منها. إذن كل من الحملتين لا تحمل رسالة واضحة تجيب على السؤال الجوهرى لماذا يجب التصويت له.
 الحق أن كل من المرشحين سنحت له فرصه ذهبية لكتابة رسالة رائعة لحملتة. كما ذكرنا من قبل أن الظروف المحيطة بالحملة لها تأثير بالغ فى الرسالة، حمدين لم يغير الجملة التى استخدمها فى الإنتخابات الماضية التى لم يتخطى فيها الجولة الأولى. ولا أدرى ما هو السبب الذى جعله يفكر أن هذه الجملة سيكون لها تأثير هذة المرة؟ أما بالنسبة للمشير السيسى " تحيا مصر" موجودة منذ قديم العصور. نعم تحيا مصر فى الماضى وتحيا الآن وغدا. الجملة ليس بها من جديد بعد هذة الضجة التى أتت به إلى سباق الرئاسة. عليك الآن أن تقارن بين الجملتين " واحد مننا" و " تحيا مصر" ، أيهما أقرب إلى الرسالة؟
فى المقالة القادمة، نستكمل أهمية رسالة الحملات الإنتخابية والهجوم والإعلانات السلبية للمنافس.

رضا التعامل مع الوضع

عامل إيه؟  فينك ياعم  من زمان ما حدش شافك؟
الحمد لله رضا على كل حال. انت عارف ان الرضا بالنصيب، والقضاء والقدر ده نوع من التقوى والإيمان. فى بقى نوع تانى من الرضا ما حدش لفت نظرى إليه غير صديق لى إسمه بنجامين. بيكرة الفلسفة جدا مع أن كل كلامى فلسفى. المهم لما كنت باسأله إيه الأخبار؟ كان دايماً يقول كله تمام حتى لو مش تمام. يعنى أنا بأكون متأكد مليون فى الميه ان فى حاجات مضايقاه بس برضه كان يقولى: آه كله تمام. كنت أبص له كده واقوله انت متأكد يعنى مفيش شكوى واحدة؟ فكان يرمى اللى فى إيده ويرد على بغضب جامد ويقول: أيوه يا عم فى الف شكوى، بس إفرض ان انا إشتكيت لك وعرفتك بالشكوى، هتعمل إيه؟؟ ولا حاجة، لأن مفيش بإيدك حاجة. يبقى تاخدها من قصيرها وترضى لحد ما تتعدل من نفسها يا يبقى الوضع كما هو عليه.
هو ده الرضا بتاع بنجامين، إسمه رضا التعامل مع الوضع!

أنا من تلك البلاد التى إذا أحبتك ،قتلتك

عشقتُ ست الحُسن وعندما طلبتُ الوصل، فارقتنى وهى تبتسم. صنعت الخير غير منتظر ثوابة. ضحكت فى وجه جارى العبوس الذى لا يعرف إسمى ولم أخشي عقابه. حاربت من أجل بقاء هذا العجوز الذى يريد أن يسلب حريتى ! سأموت صغيراً مقهورا دون أن أودع هؤلاء الذين يجيدون صناعة الرثاء. سأترك حروف مهزوزة ونصف إبتسامة مضطربة.
أنا من بلاد الأنهار التى تجف مياهها عندما تصل إلى أهلها. أنا إبن هذة الشوارع الفسيحة التى تضيق على ضلوع ساكينيها. نعم، أنا من هذة البلاد التى إذا أحبتك، قتلتك!