أكيد فى واحد فينا مش هينسى!

كنت بأتفرج على ماتش كرة للمنتخب مع أبويا الله يرحمه. كنت لسه صغير وقتها، ومش مهتم أفهم إيه هى الخطة، ومين الدفاع والهجوم. كنت باكل فى بعضى وكل اللى انا مهتم به إن مصر تكسب وخلاص. أبويا قال لى ما تقلقش هانكسب.
سألته ببجاحة طفل عاوز كل حاجه تبقى مؤكدة وفى وقتها: إيه بس اللى عرفك وخلاك متأكد؟
قال لى بسخرية: أكيد واحد من ال100 ألف اللى موجودين فى الإستاد دول ربنا راضى عنه  وهيستجيب لدعوته.
وفعلاً كسبنا الماتش. ومن ساعتها، كل ما نخسر ماتش فى الإستاد أفتكر كلمته دى وأتأكد أن الجمهور كله شوية أنجاس لأن ربنا ما إستجابش لأى حد فينا.
إنت عارف الواحد اللى كان فى وسط ال100 الف، وربنا إستجاب لدعاه أول مرة؟ أكيد فى واحد زية موجود وسطنا دلوقت. اكيد موجود بس هو قاعد ساكت. معندوش تويتر ولا فيس بوك ولا مدونة. ولا عنده حبيبه مزعلها  ومشغول بيها لأنه شافها فى المنام بتعيط! أكيد الواحد ده موجو، بيكتب كل حاجه بالورقة والقلم. أكيد الواحد ده عنده ذاكرة ما بتسامحش وقلب أسود من كبوت الحنطور. إمتى بقى هيتكلم؟ الله أعلم؟ ولما يتكلم هيقول إيه وهيقوله لمين؟ برضه محدش يعرف. وأكيد كلامه مش هيكون حروف أو جُمْل بليغة مرصوصة حلو. جايز كلامه هيكون مدافع ورصاص. المهم إنه هيجى اليوم اللى يتكلم فيه.

القَهْر لُه ناسُه !

أين أنت يا بائع الفريسكا ؟

قُلت :
بُص حواليك. هتلاقى الناس دى كلها ضدك. جايز ما بيقولوش بصراحة إنهم ضدك، بس كل أفعالهم ضدك! العملية مش صراع بين جيل وجيل، القضية كلها إن فى ناس حتى من جيلك ما تعرفش تستخدم علامات الإستفهام والتعجب!
قالت:
القهر أسهل من إنك تعترض وتستفهم وتستعجب. الإعتراض بيعوز مجهود وأدوات تستخدمها عشان تعترض بيها. إنما القهر مفيش أسهل منه! بُص حواليك أنت هتلاقى الناس اللى إنت مفكرهم ضدك، مقهورين. كلهم مقهورين. يعنى الرجل العجوز اللى قاعد هناك مقهور. إزاى رجل فى سنة ده لسه لازم يشتغل عشان ياكل! الست اللى معاها 3 عيال دى وبقالها نص ساعة مش عارفه تعدى الشارع، برضه مقهوره. والبنت الجميلة اللى هناك دى اللى إتحكم عليها تلبس 20 متر قماش عشان الواد اللى قاعد يعكاسها هناك ده يخلى عنده دم، كلهم مقهورين.
إنت عارف إيه عيب القهر؟ إنه للأسف مش ديمقراطى! عندك الموت مثلاً، ديمقراطى ولازم الكل يدوقه. إنما القهر، له ناسه!

رداً على نصائح بنجامين فى الفراق

هنا نصائح بنجامين فى الفـراق 
عزيزي بنجامين
أتذكر ضحكتك الخبيثة الخالية من الشعور، تلك القهقهة التي أضاف إليها دخان سجائرك الأزرق هزيم كاد أن يفتك بأذني. الثقة التي تحدثت بها عن نصائح الفراق لم تكن ناجمة عن ثمل كؤوس الخمر التي كنت تبلعها كماء سائغ، ولكنها تبدو أن تجارب الفراق قد عّلمت في جنباتك كالسياط.
قلبت معادلة العلاقات الإنسانية رأسا علي عقب، ونمت كالحمل الوديع . بذور الكراهية التي ذرعنها في ضلوعي البكر بدأت تنبت مع مواسم الزهور . فهنيئا لك ما حرثت، وما سوف تجني في مواسم الحصاد. أراني أجمع الحروف بصعوبة ليس لرفع الراية البيضاء وإعلان  إنتصارك. تأتي الحروف مهزومة وتأبي أن تشاركني ما سوف أقوم بسرده.ها هو الألف يدخل حزين، والباء تجلس في صمت كأنها تحت الإقامة الجبرية، الكاف والراء والهاء والنون والعين والسين والصاد كلهم يأتون رافضين.
لم أجمع من الأشياء أقبحها. لم أبحث عن تلك اللحظات الكريهة وأصنع منها تسبيحة أو ترنيمة صلاة. لم أفكر في الضحكات التي مرت علي العديد من قبلي قبل أن تستقر لي بمحض الصدفة. لم أصور كلمات الغزل وآهات الرغبة التي يطلقها الغير. لم أعمل بنصائحك. بل تجاهلتها لما رأيته فيها من سهولة المنال.

أكتب إليك معلنا التحدي في إسدال النصائح وكتابة قوانين الهجر. فنصائحك يا صديقي غير شافية وبها نقصان . سوف أحكى لك قريبا عن صورة الفرح التى تعتلى مكتبى والتى  ظنها الأصدقاء ، خطئاً ، رمزاً للعشق والهيام. فإسنن قلمك وإستعد لما هو قادم.

عن مياصة الكون





كان جدال..
ضحكت ضحكة صبيانية ، رغم أنوثتها التى ملأت السموات والأراضين، عندما قالت : حاجب سامية جمال وحده  يدك الجبال دكاّ،. تقول الكلمة وتخفى وجهها بيديها كأنها طفلة عبث وتلهو.
قلت لها أن الله إحتبى نعيمة عاكف بنصف مياصة الكون إن لم يكن أكثر! تلخبطت حساباتها وظنت أنى أختلف معها.
قالت إعتقدت أنك تُحب سامية جمال أكثر، ولم أفكر فى نعيمة عاكف. حضنتها حتى صرنا نبضة من نبضبات قلب الكون
قلت لها بل أنت التعريف الحي للمياصة، فضحكت نفس الضحكة التى تنتزع القلوب من صدورها.

داخل كل موهوب كبير، معرّص صغير

محمود عوض كاتب عظيم وانا أحبه ولا أعتقد أن رأى فيه له أى مثقال يُزيد أو يُقلل من قيمته. لقد قرأت له مؤخرا كتاب " بالعربى الجريح" وهو مجموعة مقالات كان قد كتبها فى مجلة الشباب فى منتصف تسعينات القرن الماضى . الكتاب جميل كالعادة ولكني توقفت عند المقالات التى كتبها عن الحرب العالمية التانية وعن أمريكا خصوصا. الحق أقول أنى لم أجد أى مصدر آخر لم كتبه عن الحوار الذى دار بين تشرشيل ووزفلت وشاه إيران وملك السعودية. اسلوب المقال والتفاصيل التى وردت به  يجعلك تشعر أن محمود عوض كان يجلس معهم مكوع على الكنبه.
كان هناك مقال آخر عن أزمة الطفل الكوبى إليان جونزاليس، ذلك الطفل الذى رأى أمه تموت غرقا عندما حاولت الهجرة من كوبا إلى امريكا فى مركب شراعى. أخذت الأم الطفل من أبوه وهربت به ليلا مع مجموعه من المهاجرين الغير شرعين الذين ماتوا جميعاً ولم ينجو منهم أى أحد سوى الطفل . إتخذ محمود عوض من البداية جانب الأب  الذى كان يطالب بعودة إبنه من أمريكا. كتب محمود عوض تفاصيل عن الأزمة كلها هجص ليس لها أى مصدر. مثل أنهم فى امريكا كانوا يرفعون  من صوت التليفزيون عندما كان إليان يتحدث مع والده فى كوبا حتى لا يسمعه ابوه ويتم الشوشره على المكالمة . وكانوا ايضا يملأون فم الطفل بالحلوى حتى تخرج حروفه غير مفهومه أثناء حديثه . وانهم أشتروا له سيارة بملايين الدولارت يتنقل بها وقاموا بصناعة لعب للأطفال بإسمه. كل هذه التفاصيل تليق بقعدة مصطبة. وطبعا الذين كانوا وراء كل هذه التصرفات طبقا لمحمود عوض هم المخابرات الأمريكيه والكونجرس والجيش الأمريكى.
طبعا، أنت كقارئ لك الحق كل الحق أن تحب هذا الكاتب وتدافع عن هذه الكاتبة. ولك الحق أيضا أن تختار من ما يكتبه الصالح وترمى فى الزبالة الطالح. الخلاصة أن كل كاتب ليس بملاك . مثلا،  الكاتب الكبير جلال أمين كان مؤمن كل الإيمان أن ثروت أباظه لا يملك من الموهبة أى شئ  وأن غروره وجرأته فقط هم الذين فتحوا له أبواب كثيرة إكتسب بها مناصب لا يستحقها. وواصل جلال أمين كلامه أن غير الموهوب ثروت أباظه دعمه كُتّاب كبار مثل نجيب محفوظ وطه حسين فأرضوا غروره ولم يكبحوا جماح طموحه. وقال جلال أمين أن مواقف نجيب محفوظ الإجتماعية والسياسية ظلت لغز محيرا للجميع. وفى مقال قديم لجلال أمين فى الأهرام العربى كتب أن ثروت أباظه كان قدم رشوة لطه حسين حتى يكتب مقدمة أحد كتُبه وكانت الرشوه زبده بلدى و فطير مشلتت. لم يكتف جلال أمين بذلك بل وصف طه حسين فى المقالة "بالأعمى " وكأن العمى صفة قبيحة إختارها طه حسين.
هل معنى ما سبق أن جميع هؤلاء الكتاب معرصون مثلا؟ ربما فى نظر البعض. الشئ الأكيد أن بداخل كل موهوب كبير، معرص صغير وأن كل جيل من الكتاب مهما عظُم شأنه سوف يكون به هذا العرص المؤمن بتعريصه، وذلك العرص الذى يرقص حسب العرض والطلب.

عن كُفته وشفيقة وغياب الأحبة

IMG_4076


(1)
عُدت من السفر. إتصلت بمن أحب وأهوى.
(2)
قال حمادة كُفته: إرتاح الآن، وبالمساء سوف نسهر سهرة من أيام الماضى.
(3)
سرق سيارة والدة المرسيديس، واقتحمنا عُذرية الكورنيش عند الغروب. المدينة تبدو غريبة ولكنى أحبها حُب الأُلفة والعشرة القديمة ومواطن الذكريات. جلسنا عند بير مسعود. يُدخن قطعة حشيش وجدها فى سيارة أبيه. وأنا أنظر إلى البحر والناس بإنبهار.
كنا فى إنتظار رباب وحياة ومروى. لا أعرف أيا منهن ولا أدرى لماذا نتظرهن هنا. هجم علينا ثلاثة شباب بمطاوٍ .طلبوا مفاتيح السيارة وساعات اليد وكل ما يرتديه كفته من مجوهرات فى يديه وعنقه أو أصابعه. حاولت المقاومة بسذاجة الغرباء فنهرنى. أخرج كل شئ وأعطاه لهؤلاء بهدوء دون أدى إعتراض.
(4)
أخذنا تاكسى، وذهبنا إلى سيدى بشر قبلى. عقلى باشا كان هو الشارع المرجو. لم يكن معنا مال، فقد أخذوه. قابلنا صديق إسمه حمادة دوكو. دفع أجرة التاكسى وشكر السائق على سعة صدره . حكى كُفته لحمادة دوكو عن ما صار فى بير مسعود. لازال الإنبهار يتملكنى. بالأمس كنت فى نيويورك. أما اليوم فأنا فى عالم آخر. ضحك حمادة دوكو من أعماقة وسخر من كفته ومن الخواجه صديقة الذى هو انا! إتصل دوكو بصديق آخر إسمه حسن سوكه. وقصصنا عليه الحكاية مرة أخرى. شارك دوكو سخريته وإمتلأت صدورهم بالابتسام. كنت أنا الوحيد الذى بدت علىّ علامات القلق!
(5)
أخيراً، ركبنا فى سيارة حسن سوكا وذهبنا جميعا إلى شخص تبدو على ملامحه الأهميه. كان نوبى، صعب تحديد عُمره الحقيقى. يجلس فى محل فارغ لا يبيع أي شئ  يدُخن الشيشه بمفرده. إلى جواره طفل صغير يهتم بتغيير الشيشة والإعتناء بالنار. لم يضحك عندما قصصنا عليه القصة. نادى على الطفل الصغير، وقال له أن يذهب إلى قهوة المزلقان وأن ينادى التوتو بكر. بعد دقائق معدودة، عاد الطفل يسبقة شاب من الثلاثة شبان الذين سرقوا أشياءنا. قمت مندفعا ، فلكزنى دوكو لكزة مفادة إخرس واجلس مكانك.
(6)
طلب الرجل النوبى ذوالهمة من التوتو بكر أن يرد إلينا مسروقتنا. إعتذر التوتو بكر لفعلته . كان عُذره أنى أبدو كغريب وسائح وهذا شجعهم على فعتلهم. شرح لهم النوبى أن كفته إبن المنطقة وهذا تصرف لا يليق بالرجال! عندها فقط شعرت بالإنبهار ينبش فى مؤخرتى! إنصرفنا أنا وكفته وتركنا دوكو وحسن سوكه مع النوبى والتوتو بكر.
(7)
أخذنا تاكسى آخر، وذهبنا حيث أمرنا التوتو بكر حيث وجدنا سيارة والد كفته هناك. نسى مروة ورباب وحياة. ووقف
أمام كازينو الشاطبى. دخلنا لنرى شفيقة تعتلى خشبة المسرح فى إفتخار وهى تغنى : غابوا الأحبّة
(8)
لماذا لم نأتِ هنا من البداية!

إنسانية أرسطو



كان أرسطو مُعلم الإسكندر الأكبر. ويقال أن الفيلسوف الكبير كان يُنبه الإمبراطور الشاب الذى إمتدت حدود مملكته وإمبراطوريته إلى أقصى الشرق. لم يجد الفيلسوف العظيم ما ينصح به الإمبراطور سوى:
تذكر أنك إنسان.
وكأن كلمة بشر أو إنسان هى الحل. ربما ظن أرسطو ان الإنسانية هى الحد الفاصل بين الخير والشر؟ هل الإنسانية عموما تعنى الخير والتحضر؟. إذا كانت الإجابة بنعم فمن أين تأتى كل هذه المصائب والحروب.
هنرى ميلر كتب ساخرا بل شاخراً من الجنس البشرى وإتهمه بالغباء عندما نشكى ونبكى وكأن الحروب والخراب والدمار أفعال ليست من صنيعتنا نحن البشر! نحنُ بإختصار معانى القُبح وتفاصيلة.

حال العشاق اليوم

crom3

بالأمس، كانت الأقلام هى مكافأتى لذاتى. لم أحب شئ قدر القلم. كنت أصطنع الأسباب حتى أشترى الأقلام.  الآن أملك منهم المائات من كل نوع وصنف. بعد أن قرأت مذكرات آن فرانك. حزنت ليس فقط لقتلها على يد النازى ولكن لخسارة العالم طفلة كانت ستصبح كاتبة عظيمة. قالت صديقتى: هناك الآلاف مثل آن فرانك. مواهب عديدة حرقها هتلر. إتفقت معها أن الديكتاتورية تكره المواهب اللهم إلا إذا أصبحت مواهب تحت الطلب.
كتبت آن فرانك مذكراتها فى كُراس أطلقت عليه "  Kitty”. وأصبح هذا الكُراس شخصا تخاطبه وتشتكى إليه وتحكى له أدق تفاصيل حياتها القصيرة. سأفعل مثلها بالتأكيد ، ستكون مهمة صعبة أن أختار لكل قلم من أقلامى إسم. ستكون  وظيفة هذا القلم نابعة من إسمه بلاشك ولذلك وجب عليّ التريّث فى إختيار الإسم . سوف أنادى القلم بإسمه وسوف ألعنه بإسم أمه وإبيه، وإذا أدى مهمته بنجاج سوف أغدق عليه بلقب دلع ماسخ كحال عُشاق اليوم!

Manhattan #Skyline View #NYC #photo

IMG_7613-1.JPG
IMG_7612-0.JPG

عندما كان الموت سبباً للإبتسام!

FullSizeRender

كبشرى يعقوب بيوسف وفرحة زكريا بيحيى.
ثم سكتت....
وكأنها قالت معاجم الحروف وجّفت بعدها بحور الكلّم.
كانت رائحتها مثل العنبر .. اللحظة كانت مباركة محفوفة بطنين الملائكة.
***
أعرف أن هناك من سيتذكرنى بالخير، فأبتسم.
أقاطعها ...
وأعرف أن هناك من سيلعننى ، فأبتسم.
أقاطعها ....
متى كان الموت سبباً للإبتسام؟
***
إنظر إلى فجر الإسكندرية! كأنه النور الذى محى أيامى الكئيبة.
***
 لا أجيد كلمات المواساة العذبة . الشعور بالغير كذبة لا يجيدها إلا كل أفّاق أثيم .
وماذا تُجيد إذن؟
أجيد الهروب والتخفى خلف وجه ساخر ولسان لاذع.
أعرف ان هناك من يعرف الحقيقة، أكثر الناس عشقاً هؤلاء الذين يتخفون وراء ساتر سميك من السخرية والهروب!
***
الحقيقة غضب، ولكن الغضب متعة لا نستطيع أن نتمتع بها.
فعانقتها عناق اليوم الأخير واللحظة المنتهية وعندها شعرت أنها عادت إليّ وأنى عُدت إليها وستبقى معى دون أن يقطع هذا البقاء حادث أو ضياع.
***
أرانى أحقق إنتصارات صغيرة، النوم الهادئ والحُلم بك.
 ***
ماتت ، وأصبحت هى معنى أطارده وإسماً أبحث عنه فى نقوش العاشقين.

#EgyAbroad Right to Vote for Egyptians Abroad شارك



or just let me know, and I will add you directly to be part of this great team.
شارك فى مجموعة حق التصويت للمصريين بالخارج بالضغط هنا  
أو ارسل لى ايميلك وسوف اقوم بإضافتك مباشرة